جامعة دهوك تعقد ندوة علمية دولية حول مرض كورونا المستجد
ديسمبر 15, 2022, 12:04 م

إعلام جامعة دهوك؛ 15 كانون الاول 2022

عقد مركز تشخيص وابحاث الكورونا (SARS-COV-2) في جامعة دهوك مع معهد TSRI في الولايات المتحدة الأمريكية ندوة علمية دولية بعنوان (تطور وعلم وباء الجينوم SARS-COV-2، وآخر مستجداته) في قاعة المركز الطلابي في جامعة دهوك يوم الخميس المصادف الأول من شهر كانون الاول، بحضور رئيس جامعة دهوك، د. داود اتروشي، مدير مركز تشخيص وابحاث الكورونا (SARS-COV-2) في جامعة دهوك، د. جاسم محمد عبدو، د. عبدالوهاب خالد رئيس جامعة نوزوز، د. راندال رودز، رئيس الجامعة الامريكية في كورستان/دهوك، د. ناظم سليمان جقسي رئيس جامعة زاخو، وممثلي مديريات الصحة ومدراء المؤسسات الصحية في اقليم كوردستان، وبمشاركة نخبة من الاطباء والباحثين في المجالات الطبية ذات العلاقة بفيروس كورونا من محافظة دهوك، وكان الحاضرون خريجين وباحثين واطباء من اقسام طبية عديدة من محافظات دهوك واربيل وبغداد والسليمانية وغيرهم.

كان الهدف من الندوة هو طرح البحوث المتعلقة بفيروس كورونا التي أجريت منذ بداية الجائحة وحتى اليوم من قبل باحثين واطباء عدة في محافظة دهوك، وتبادل الخبرات ومناقشة الجوانب العلمية والصحية والاجتماعية للجائحة. وعلى رأس هذه البحوث كان البحث المسمى (مشروع كوردستان) الخاص بمركز تشخيص وابحاث الكورونا في جامعة دهوك بإشراف د. جاسم محمد عبدو، والذي اقتضى البحث بسحب وجمع 600 عينة من فيروس كورونا من المصابين به وإرسال هذه العينات إلى معهد (Andersen Lab) في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الخريطة الجينية والتسلسل الوراثي الدقيق للفيروس وجزيئاته من اجل التعرف على نسخ الفيروس التي ظهرت في المنطقة على مر الشهور ومعرفة كيفية معالجة المصابين به بحسب نوعه. كما ان 583 عينة من اصل 600 وصلت للولايات المتحدة الأمريكية سالمة ومن دون تلف وتم تحليلها ودراستها بنجاح.

إن مركز تشخيص وابحاث الكورونا هو مركز مستقل ضمن جامعة دهوك تم افتتاحه رسمياً في 21/4/2021 اي بعد عام من إنتشار مرض الكورونا بموافقة رسمية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة في اقليم كوردستان العراق. من مهماته الاساسية هي تعزيز البحوث حول مرض الكورونا وإجراء فحوص ال PCR للطلبة والاساتذة في الجامعة وعامة الناس بالمجان او بأسعار رمزية وايضا تشخيص المرض من خلال طرق مختلفة. بالاضافة إلى تأمين بيئة عمل مناسبة للخريجين والباحثين لإجراء بحوثهم العلمية كما إن للمركز دور فعال في متابعة الجائحة.

اشار رئيس جامعة دهوك إلى اهمية إفتتاح مركز تشخيص وابحاث الكورونا في جامعة دهوك معبراً: "يأمل هذا المركز إلى خدمة الطلبة والموظفين في الجامعة وللمجتمع عامة من خلال إجراء الفحوصات للجميع وايضا إلى إجراء البحوث العلمية للإحاطة بكافة جوانب فيروس كورونا وتحديد الطرق المناسبة للسيطرة عليه وتقليل اضراره المادية والإنسانية في المجتمع قدر المستطاع."

ذكر د. جاسم محمد رئيس اللجنة المنظمة للندوة ومدير مركز تشخيص وابحاث الكورونا إن مراقبة موجات SARS-COV-2 التي واجهت المنطقة وتحليل الطفرات الجينية لكل منها أمر ضروري وبالتالي، هناك حاجة ملحة للتعاون من اجل تعزيز مشاركة البيانات وتوسيع نطاق الموارد الدولية لمراقبة الجينوم، وهذا يسهل إلى حد كبير فهم انتقال الفيروس وظهور المتغيرات ومعدلات الطفرات التي تعتبر المفتاح الاساسي في تطوير علاجات ولقاحات فعالة بحسب التسلسل الجيني لكل نسخ الفيروس وعلى المستوى الوطني، لهذا لقد تمكن المركز المذكور في الحصول على فرصة للتعاون العلمي مع (Andersen Lab).

من جانبه اوضح د. برانيث كانكافارابو، الباحث في معهد (Andersen Lab) في الولايات المتحدة الأمريكية والذي عمل في بحث (مشروع كوردستان)، إنهم استنتجوا من البحث إن أغلب موجات متحولات الفيروس التي ضربت العراق قد نشأت من شمال آسيا والشرق الاوسط واستنتجوا أيضاً إن اول موجة من الفيروس المتحول (دلتا) إنتشر في العراق قبل تنفيذ تعليمات السفر بعدة اشهر، "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى انه من غير المرجح ان تفي قيود السفر في بلدٍ واحد بالغرض بالنسبة لمسبب مرض سريع الانتشار في عالم شديد الترابط ومراقبة جينية محدودة." كما قال د. برانيث كانكافارابو.

لاحقاً وخلال الندوة، قدم عشرة باحثين بحوثهم العلمية المختلفة التي اجروها حول فيروس كورونا، من ضمنهم، د. هند بهزاد المفتي وكان موضوع بحثها بعنوان (إلاصابة الاختراقية بفيروس كورونا الناتجة عن تلقي اللقاح لدى عاملي الرعاية الصحية) حيث قالت: "في محافظة دهوك هناك ثلاثة لقاحات مصنعة فعالة ضد فيروس كورونا والاصابة بالبكتيريا العصوية التورنجية BT، بالإضافة إلى ذلك، استنتجنا إن اطباء الاسنان معرضين للإصابة المتزايدة بمرض البكتيريا العصوية التورنجية BT" ومن البحوث التي قدمت أيضاً كان: (الوعي العام والمفاهيم العامة عن فيروس كورونا في دهوك/اقليم كوردستان) بإشراف د. منهل احمد، عضو الرابطة الاوربية لعلم العقاقير وعلم السموم ومستشار المنظمة العالمية لحقوق الانسان. كان البحث المذكور عبارة عن إستفتاء عبر الانترنيت شارك فيه الف شخص لم يسبق لهم الاصابة بفيروس كورونا غالبيتهم من دهوك ومن محافظات اربيل والسليمانية أيضاً. كانت اسئلة الاستفتاء تدور حول مدى استعداد الناس في حال إصابتهم بالمرض وبأي الطرق يعتقد الناس ان الفيروس ينتقل اكثر وعلى اي المصادر يعتمدون في تلقي المعلمومات وزيادة معرفتهم بالمرض. اعتبر المشاركون في الاستفتاء مرض كورونا مرض خطير، وبالتالي فإن الاعتماد على مصدر واحد للمعلومات كمواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يكون له نتائج غير مرضية. عوضاً عن ذلك، يُنصح بالإعتماد على مصادر موثوقة ومدعومة من قبل المؤسسات الحكومية ومسؤولي القطاع الصحي.

بعد عرض البحوث العلمية المختلفة، ناقش مجموعة من الخبراء الصحيين النتائج التي تم الحصول عليها من (مشروع كوردستان) بالاضافة الى انواع الفحوصات الاكثر دقة في تشخيص مرض كورونا وانواع اللقاحات المصنعة حديثا ضد الفيروس ومدى فاعلية كل نوع. كان المتحدثون الرئيسيون للجلسة هم: د. جاسم محمد، د. مؤيد ميرزا، ود. عامر عبدالله. بعد مناقشتهم، طرح الحضور اسئلة على المتناقشين بخصوص المواضيع المطروحة.

من الجدير بالذكر إن هذا التعاون بين مركز تشخيص وابحاث الكورونا من جامعة دهوك ومعهد ( TSRI) (Andersen Lab) كان عقداً مشتركاً مدته عام وهذا هو الأول من نوعه في العراق عامة وكوردستان خاصة إذ يعتبر انجازاً علمياً لصالح جامعة دهوك. بالنظر إلى النتائج المثمرة التي وُجدت من هذا التعاون، فإن معهد (Andersen Lab) قررت تمديد العقد لعام آخر ومن المقرر ان يتوسع البحث هذه المرة ليشمل 900 عينة من المرضى من جميع انحاء العراق لغرض دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية كخطوة ثانية للمشروع. والخطوة الثالثة للمشروع تبدأ عند جمع المعلومات من الخطوتين الاولى والثانية وبهذا الشكل، تتوضح التسلسلات الجينية لمتحولات فيروس كورونا وسيتم التعرف على سلالاتها بمعرفة المنحنى الجيني للفيروس وهذا بالتالي يسهل عملية معالجة المرضى ومعاملة كل سلالة بما يناسبها. الخطوة الرابعة والاخيرة ستهدف إلى تطوير مراكز البحث الحالية وتوحيدها إلى مركز بحث شامل يضم طاقم عمل اكاديمي من الباحثين وذوي الخبرة مع توفير الدعم المادي المطلوب والاجهزة العلمية مثل جهاز (NGS) بحيث لايستدعى شحن العينات إلى خارج البلاد في حال تواجده.

يساهم هذا النشاط في الحصول على نتائج وطرق فعالة لمعالجة الامراض المستجدة في المنطقة مثل كورونا. علماً انه سيتم اقتراح توصيات عديدة من قبل اللجنة المنظمة للندوة للجهات المعنية من اجل توفير مختبرات بحث مطورة تضم خبراء اكاديميين ليكونو على اتم الإستعداد لمواجهة اي وباء في المستقبل من جهة، ومراقبة السيطرة النوعية للغذاء والدواء في الاقليم لضمان السلامة العامة للجميع من جهة اخرى.