جامعة دهوك تعقد منتدى حول إعادة بناء المجتمعات وتنظيمها بعد الإبادات الجماعية
أكتوبر 28, 2022, 3:04 م

إعلام جامعة دهوك؛ 27 تشرين الاول 2022

ضمن نشاطات مركز دراسات الإبادة الجماعية بالتعاون مع مركز بيشكجي للدراسات الإنسانية في جامعة دهوك استضاف المركز يوم الثلاثاء25 تشرين الأول الدكتور (عرفان اورتاك) مؤسس المجلس المركزي للإيزيديين في ألمانيا في جلسة مفتوحة للحديث عن "إعادة بناء المجتمعات وتنظيمها بعد الإبادات الجماعية" بحضور العديد من الأكاديميين وطلاب جامعة دهوك وعدد من وسائل الإعلام.

استهل الدكتور (أورتاك) حديثه بالإشارة إلى أن ما سيطرح في الجلسة "لا يخص الإيزيديين لوحدهم، ولا كوردستان فقط، وإنما هو دراسة تنطبق على جميع المجمعات، وسعيد لرؤية عدد من المثقفين من الحضور وسأتحدث عن الموضوع على اساس نظري وعلمي بحت".

حدد (أورتاك) في حديثه عددا من الأسئلة التي من الممكن أن يبحث موضوع إعادة بناء المجتمعات من خلالها وكان أولها السؤال عن ماهي المجتمعات أو ماذا يعني المجتمع؟ مجيبا بأن المجتمعات لها اشكال مختلفة، فالقرى ربما تشكل مجتمعا، والعائلة ربما تشكل مجتمعا، وكل ما هو مترابط ومتوافق ويجتمع تحت مظلة معينة يمكن ان يدعى مجتمعا، وأشار في حديثه إلى آراء عالم الاجتماع (ماكس فيبر) الذي يرى أن "شرط بناء كل مجتمع هو تواجد قيم وأسس له، وعلى كل فرد فيه أن يحترم تلك العضوية، ويتقبل نفسه وقيم مجتمعه ولا يتمرد، فإذا لم يتقبل عضويته فإن ذلك المجتمع سيتعرض للانهيار، ففي وقت انشاء المجتمعات يتجمع الأفراد ويتناقشون، ويجب ان يكون لذك المجتمع قوانينه وأسسه، التي يجب مناقشتها واتخاذ قرارات، وبعدها تتم الموافقة على تلك القرارات من جميع أفراد ذلك المجتمع".

وللإجابة على السؤال الأهم "بعد الجينوسايد كيف نبني المجتمع؟" حدد الدكتور (عرفان اورتاك) الهولوكوست في المانيا وكيف تمت إعادة المجتمع اليهودي بعدها بفترة قصيرة جدا، أنموذجا للإجابة عن هذا التساؤل قائلا: " 6 ملايين يهودي، هم بالحقيقة 6 ملايين قصة، تم قتلهم في المانيا، وكانوا مقيمين منذ 1700 سنة في المانيا؟ هل كانوا غرباء ليتم قتلهم بسهولة؟ لقد تم قتلهم على يد اناس يتكلمون الألمانية، والملفت في تجربة الهولوكوست أنه تم وضع أسس لبناء المجتمع مرة اخرى في أقل من سنة، ففي شهر أيار انتهت الحرب وفي شهر تشرين الثاني وضعت أسس إعادة تنظيم المجتمع، وفتحت المعابد اليهودية من جديد في المانيا، وتم إنشاء ثلاث مؤسسات لإعادة تنظيم المجتمع اليهودي".

وعن تجربة إعادة تنظيم المجتمع الكوردي أشار من خلال بحوثه الميدانية إلى أن "هناك الكثير من العادات في مجتمعنا الكوردي منها الإيجابي ومنها السلبي، واتضحت بعض الإيجابيات بعد أحداث داعش عام 2014 إذ فتحت البيوت لاستقبال المتضررين والنازحين واي طالب للمساعدة في وقتها، وأما الجوانب السلبية في مجتمعاتنا أذكر منها عدم القدرة على الاعتراف بالخطأ والتقصير وإنما محاولة البحث عمن يتحمل الخطأ غير أنفسنا".

واختتم الدكتور عرفان اورتاك حديثه بالتطرق إلى السلام الداخلي والسلام مع الاخرين وتقبلهم في مجتمعاتنا من أجل بناء مجتمع صحي يسهم بإنشاء دولة قوية.

ويشار إلى ان الدكتور عرفان أورتاك حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة فريبورك (Albert-Ludwig-Universität zu Freiburg)، ويعمل حاليا في التدريس، في جامعة جوستوس- ليبيك (Justus-Liebig University) في مدينة كيسن في المانيا.