أصبح تعبير" واجب الذاكرة" في واجهة الدراسات التي تدور حول الإبادة الجماعية، وخاصة في أيامنا هذه، فالشعوب والأمم والجماعات التي عاشت أيامًا مأساوية، أو تعرضت لأعمال إبادة جماعية مختلفة في حياتها، تجد في واجب الذاكرة خير معين لها على تذكُّر ما كان، عبْر العودة إلى الأماكن التي كانت مسرحًا لها، والحفاظ عليها، بأرشفتها، ودراستها، والالتزام بها، من خلال إحياء مناسبات خاصة بها، والاحتفاء بالأبطال الذين دافعوا عنها، وأصبحوا رموزًا للأمة، ووفاء للذين ضحَّوا في سبيلها، ومن هنا يبرز الدور الكبير لكل الذين يهتمون بالإبادة الجماعية، لتزداد يقظة الشعوب بتقوية التماسك الاجتماعي بين أبنائها، وإقامة علاقات إنسانية مع الآخرين، لئلا تقع جريمة من هذا النوع مستقبلاً. ومن هنا، رأينا ضرورة عقْد مؤتمر ثالث حول الإبادة الجماعية في ذاكرة الشعوب.